قبل إطلاق موادك التعليمية، سواءً كانت مواقع للتعليم الإلكتروني أو كتب أو حتى مقررات دراسية، لا بد من دراسة مدى تقبُّل الجمهور المستهدف وفهمه لها إذا كانت تلك المواد بلغة أخرى لم يسبق له التواصل من خلالها.
هنا يأتي دور توطين التعليم الإلكتروني والمواد التعليمية بمختلف أشكالها وأنواعها وتظهر مدى أهميته.
لا غِنى عن التعليم، فالتعليم مثل الهواء بالنسبة لبعض الأشخاص وحق لأي شخص على الكرة الأرضية.
يسهم توطين المحتوى التعليمي إلى عدة لغات في إثبات وجودك على الساحة العالمية ونشر الوعي الذي تسعى إلى وصوله إلى الأشخاص في دول عديدة، وليس بين متحدثي الإنجليزية أو الإسبانية فحسب. ويساعد في وصول المحتوى التعليمي إلى أشخاص لم يحظوا بفرصة التعليم بسبب قيود فرضتها عليهم لغتهم الأم.يلعب التوطين دورًا مهمًا في أن يصل محتواك التعليمي إلى فئات الأشخاص الذي تريد استهدافهم، وهو بدوره ما يفضي إلى مزيد من النمو والتطور. يمنحك التوطين إمكانية التواصل مع الآخرين بلغتهم التي يتحدثونها، ويجعل المحتوى التعليمي مناسبًا لثقافتهم؛ مما يساعد في بناء جسور التواصل بشكل أسهل مع الجمهور المتعلّم المستهدف.
تعتمد ثورة التعلُّم في المقام الأول على التواصل، ولن يتحقق ذلك التواصل إذا كنت تعرض محتواك بلغة واحدة فقط. فمستقبل التعليم يكمُن في سهولة وصوله إلى عدد أكبر من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.يساهم توطين المواد التدريبية في تطوير تجارب المُتعلمين بعدة أشكال. فالأمر لا يتعلق بكم المعلومات التي يتلقاها المتعلم فحسب، بل مرحلة التعليم طويلة الأجل التي يخوضها كل متعلم.
لا غنى عن التوطين بالنسبة لأي مؤسسة تعليمية أو مركز تعلم إلكتروني، وذلك لأنه يساهم في إضافة الكثير إليك وإلى المتعلمين لديك:
التعليم في متناول الجميع:
يعمل التوطين على تطويع المحتوى التعليمي حتى يكون ملائمًا للاتجاه الثقافي والسياق اللغوي للمناطق المعنيَّة، وهو ما يساهم في جعل الأمر أكثر سهولة بالنسبة للمتعلمين في تلك المناطق. ويضمن ذلك أن تكون المواد التعليمية ملاءمة ومفيدة للجمهور المستهدف، مما يعمل على إزالة الحواجز التي تفرضها اللغة ورفع مستوى الاستيعاب والتفاعل.
نتائج تعلُّم محسنة:
تراعي عملية التوطين المتطلبات المختلفة وأنماط التعلم الملائمة للطالب المعني، وترفع من مستوى تجربة التعلم الشاملة، وبالتالي تحسين نتائج التعلم، التي تتمثل في تعزيز استيعاب الطلاب للمفاهيم وحفظهم للمعلومات وتطبيقهم للمعرفة التي اكتسبوها بفاعلية.
تبادل ثقافي أفضل:
يُساهم استخدام النماذج والمراجع ووجهات النظر والمواد التعليمية المحلية في تيسير عملية الاستيعاب بين الثقافات المختلفة، وكذلك دعم التنوع والاندماج بين المتعلمين.
زيادة التفاعل والتحفيز:
يعمل المحتوى التعليمي الذي تم توطينه على جذب اهتمام المتعلمين؛ مما يجعل عملية التعلم أكثر تفاعلًا وتحفيزًا. بالاستعانة بالنماذج والمجالات واللغات المألوفة، تتلاشى المسافات بين الطلاب وموضوع التعلُّم المقصود، وهو بدوره ما يؤدي إلى مزيد من المشاركة والحماس.
الدعم والاندماج:
تُقدم عملية توطين المحتوى التعليمي الدعم للمتعلمين عن طريق منحهم شعورًا بالمسؤولية والأهمية خلال رحلتهم التعليمية، فعندما تعكس المواد التعليمية تراثهم الثقافي ولغتهم، يشعر الطلاب بأهمية بالغة؛ تعزز من إحساسهم بالانتماء والاندماج في عملية التعلم بشكل كامل.
يكمُن الاختلاف بينهما في مجالات التركيز المحددة في إطار سياق التعليم الأوسع الذي قد يبلُغه كل منهما.
يشير مصطلح توطين التعليم الإلكتروني إلى تطويع مواد وموارد التعلم الرقمي لتلائم الأسواق أو المناطق المستهدفة المحددة، ويتضمن:
• ترجمة وتعديل محتوى التعليم الإلكتروني بما يتناسب مع الثقافة المستهدفة
• عناصر واجهة المستخدم والتنقُّل
• مكونات الوسائط الإعلامية المتعددة لإتاحتها لكل المتعلمين
تختلف الجماهير الخاصة بتوطين التعليم الإلكتروني كما يلي:
1. توطين التعليم الإلكتروني للطلاب في الأوساط الأكاديمية
2. توطين التعليم الإلكتروني للتدريب على الامتثال للقوانين واللوائح
3. توطين التعليم الإلكتروني لموظفي الشركات
لكل جمهور من تلك الجماهير نمط ورسومات وتسجيلات صوتية خاصة به ومناسبة له.
يتمثل الهدف الرئيسي من توطين التعليم الإلكتروني في ضمان فاعلية وجاذبية تجربة التعلُّم عبر الإنترنت للمتعلمين في مختلف المناطق المعنية.