التعريب في سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الترجمة أم التعريب، أيهما سيحقق انتشارًا أوسع

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاليًا ازدهارًا وتطورًا يزداد يومًا بعد يوم، وتعتبر إحدى أكثر المناطق تطورًا حول العالم. ويتجسد ذلك في ارتفاع إجمالي الناتج المحلي لمعظم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسب موقع Statista، والذي يشير إلى المؤشر النقدي لقيمة السوق الإجمالية لكل المنتجات والخدمات المجهزة والمقدمة خلال فترة زمنية محددة. فوفقًا لهذا الموقع، يبلغ إجمالي الناتج المحلي للمملكة العربية السعودية 1,108,05 مليار دولار، وللإمارات العربية المتحدة 507,54 مليار دولار، ولجمهورية مصر العربية 475,23 مليار دولار. وهذه الدول الثلاث هي الأعلى أداءً في المنطقة. أظهر لنا هذا النمو الهائل مدى كبر حجم الجماهير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويؤكد على ضرورة استخدام لغة أهل المنطقة؛ اللغة العربية. ولكن السؤال هنا، هل عليك الاستعانة بخدمة التعريب أم الترجمة إلى اللغة العربية؟

ما الفرق بين الترجمة والتعريب؟


إن فهم الفرق بينهما هو أمر في غاية الأهمية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتطويع المحتوى للجماهير المتحدثة باللغة العربية. تقوم العمليتان على ترجمة النص إلى اللغة العربية، لكن تختلف أهدافهما من حيث الخدمات اللغوية.

1. الترجمة إلى اللغة العربية: يتمثل هدف عملية الترجمة إلى نقل النص من لغة إلى أخرى، مع الاحتفاظ بسياقه الأصلي ومعناه، فضلًا عن دقته اللغوية وما ينطوي عليه من حساسية ثقافية. وتعتبر الترجمة إلى اللغة العربية هي الخطوة الأولى في تيسير الحوار بين الثقافات، إلى جانب أنها تساهم في سد فجوات التواصل وتعزيز الفهم.

2. التعريب: تراعي عملية التعريب الفروق والتفضيلات الثقافية وتتطلب تطويع المحتوى ليلائم البيئة الثقافية الخاصة بالجمهور المستهدف. وعند تعريب محتوى للمناطق المتحدثة باللغة العربية، يجب مراعاة اللهجات المحلية وتنسيقات التواريخ والتلميحات الثقافية. ويُسفر اهتمام الشركات بصناعة محتوى ملائم ثقافيًا، عن تحسين تجارب المستخدمين وإشراك الجماهير بنجاح وبناء ثقتهم وولائهم.

تظهر أهمية عمليتي التعريب والترجمة إلى اللغة العربية في تحقيق توسع السوق وبناء التواصل الفعال، حيث تتمكن الشركات التي تولي الأولوية إلى هاتين العمليتين من التغلّب على تحديات التواصل وتوطيد العلاقات القوية والاستفادة من الإمكانات الهائلة لسوق المنطقة المتحدثة باللغة العربية.

لماذا يعد التعريب مهمًا؟


يعد التعريب أمرًا ضروريًا في كثير من المجالات، مثل التجارة الإلكترونية والألعاب والتكنولوجيا. ونظرًا لازدهار هذه المجالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن استخدام لغة المنطقة الأصلية من شأنه زيادة حجم مبيعاتك وتعزيز التفاعل مع جماهيرك.
وفيما يلي نوضح أهمية التعريب لوصول شركتك إلى سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
1. الاتصال بسوق واسعة:
إن اللغة العربية هي اللغة الرسمية لكثير من الدول، مثل البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وعمان وفلسطين وقطر والسعودية وسوريا والإمارات واليمن، حيث يتحدث 60% من سكانها أو 268 مليون نسمة باللغة العربية كلغتهم الأم. وتتمكن الشركات بفضل عملية التعريب من خلق تجارب فريدة تتخطى الحدود، على نطاق واسع بدءًا من مدن مصر النابضة بالحياة وحتى مراكز الإمارات المزدهرة. فالتعريب هو مفتاح الوصول إلى المستهلكين، وبناء شعور عميق بالثقة وتعزيز الولاء الذي يصمد أمام تحديات الزمن.
2. إنشاء محتوى ملائم ثقافيًا:
الترجمة إلى اللغة العربية وحدها لا تكفي عندما تكون الغاية هي استهداف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فالشرق الأوسط له خصائصه المميزة التي يجب مراعاتها. ويتسنى للشركات من خلال اتباع عملية التعريب، فرصة الترسيخ وتكوين صورة تتجاوز صورة السائح العابر. وتزداد احتمالية ارتباط المستهلكين بعملك التجاري لفترات طويلة الأجل وبناء شعور عام بالولاء، عندما يعتقدون أن علامتك تشاركهم قيمهم الثقافية وتفهمها.
تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة مختلفة من العادات والتقاليد والقوانين التي تميزها بين دول المنطقة، وحرصك على دمج مجموعة القيم تلك في محتواك أثناء تعريبه يضمن لك تعزيز علامتك التجارية وانتشارها.
3. تفاعل المستخدمين وتجاربهم:
إن اللغة هي المفتاح إلى عالم التفاعلات السلسة والعملاء السعداء. فعلى الشركات التي ترغب في الفوز بالجماهير المتحدثة باللغة العربية، أن تهتم بعملية التعريب التي من شأنها هدم الحواجز اللغوية والارتقاء بتجارب المستخدمين إلى آفاق جديدة. يسمح التعريب في تخطي الحدود اللغوية وإنشاء مساحة واسعة من سهولة الاستخدام حيث يشعر العملاء بالراحة والفهم والتقدير.
ستسعد جماهيرك كثيرًا عند استقبالها بالمصطلحات والتعبيرات المألوفة والسياق الذي عادةً ما يتردد صداه في آذانهم. وإن ما يميز علامتك التجارية حقًا هو مستوى التخصيص الذي تُضفيه إلى محتواك من خلال نقل التفاعلات العادية إلى تجارب استثنائية.
4. اتباع استراتيجية فعالة لدورة حياة العملاء والتسويق
تتجاوز عملية التعريب مجرد نقل الكلمات، فهي تشمل فهم تعقيدات الثقافة والقيم والتقاليد التي تحدد هوية الدولة المتحدثة بالعربية. وانطلاقًا من هذه المعرفة، تبدأ الشركات رحلتها في إنشاء محتوى تسويقي ملائم ثقافيًا يترك أثرًا قويًا لدى الجمهور المحلي.
وتتمثل إحدى الحقائق المجرّبة عن عملية التعريب في قوة تأثيرها في دورة حياة العملاء، حيث يمكنها المساهمة في توسيع انتشار علامتك التجارية بين جمهورك وزيادة وعيه بها، إلى جانب مساعدتك في تحقيق معدل احتفاظ مرتفع.

كيف تطبق نهج التعريب في مختلف الأسواق؟


تشهد منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا نموًا ضخمًا في مختلف الصناعات، وحتى تكون جزءًا من هذا النمو، عليك مراعاة التحدث بلغة المنطقة الأصلية للوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور ومزيد من العملاء.

تستلزم كل من هذه المجالات متطلبات محددة نحرص على توفيرها في سعودي سوفت:

1. تعريب الألعاب: تشمل عملية تعريب الألعاب عدة جوانب يجب أخذها في الاعتبار، مثل الشخصيات والأسماء والتمثيل الصوتي والتطويع الثقافي.

2. تعريب محتوى التعلّم الإلكتروني: يضمن فهم طلابك لمحتواك التعليمي في مختلف المنطق بشكل جيد. ويتطلب ذلك تعريب وحدات القياس والتنسيقات ومراجعته من خبراء متخصصين وتطويع التقييمات والاختبارات القصيرة.

3. التعريب القانوني: عملية مهمة للغاية للشركات التجارية، تضمن دقة موادك القانونية وصحتها من خلال الامتثال للقوانين واللوائح المحلية.

4. تعريب البرمجيات: تظهر مدى أهمية عملية تعريب البرمجيات في هذا العصر الرقمي الحديث. فمن دونها، قد تفقد مجموعة كبيرة من العملاء. ولكي تضمن تشغيل تطبيقك أو موقعك الإلكتروني بفعالية ومثالية، يجب أن تفكر في الاستعانة بعملية تعريب البرمجيات.

ما مدى اختلاف تعريب البرمجيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟


قد تطبق عملية التعريب في مجالات مختلفة، ولكن عندما يتعلق الأمر بمنتجات متاجر التجارة الإلكترونية أو المواقع الإلكترونية أو تطبيقات الهاتف أو نظم البرمجيات، فإن تعريب البرمجيات هو الحل.

تُعرف عملية تغيير لغة التطبيق أو شكله أو وظيفته لتلائم الجماهير المتحدثة بالعربية بـ "تعريب البرمجيات". فينبغي تعريب مكونات برنامجك بأكملها إذا أردت ملاءمته للأسواق المتحدثة بالعربية. ويشمل ذلك الكثير من العوامل، مثل واجهة المستخدم وخدمة العملاء وقواعد البيانات والصور والمستندات. ولضمان دقة تعريب البرنامج من الناحية اللغوية والثقافية والفنية والوظيفية، يلزم تعريب كل هذه المكونات السابقة بدقة واختبارها من خلال عملية فحص شاملة.

وهناك بعض التحديات التي قد تواجهها خلال عملية تعريب البرمجيات:

1. مشكلات شاشة عرض البرنامج
بعد إتمام الترجمة إلى العربية، قد تتسبب عملية التعريب في انكماش النص أو انبساطه. وقد تواجه تحديًا كبيرًا عند دمج هذا النص المنبسط أو المنكمش بصورة ملائمة في واجهة المستخدم المصممة مسبقًا. ولذلك، يمكن إجراء التعديلات في المحتوى المترجم أو تصميم واجهة المستخدم. ويمكن حل هذه المشكلة أيضًا بطرق أخرى، منها تصميم واجهة مستخدم قابلة للتمديد أو إلزام المترجم بعدد محدد من الكلمات، وكلاهما بالطبع يزيد من صعوبة عملية الترجمة.
2. مشكلات اختبار البرنامج
ينبغي اختبار نسخة البرنامج المترجمة، تمامًا مثل اختبار نسخة البرنامج بلغته الأصلية، وذلك لتحديد أي مشكلات محتملة في إجراءات الترجمة والتعريب.
تشمل هذه النوعية من المشكلات وجود نص لم يُترجم أو أخطاء عرض في واجهة المستخدم. ولهذا، يجب أن يتولى مترجم متحدث للغة المستهدفة مهمة مراجعة المنتج النهائي بعد ترجمته.
3. التفريغ الصوتي وترجمة المقاطع المرئية العامة إلى العربية
يجب أن يفهم المترجم المصطلحات في سياق النص حتى يتمكن من إنتاج ترجمة دقيقة وعالية الجودة. فغياب السياق يُعد من التحديات التي تواجه المترجم خلال تعريب البرمجيات، وقد ينشأ عنه سوء فهم يؤدي إلى تأخيرات وتكاليف إضافة غير ضرورية.

إن الاهتمام بتعريب برمجيات موقعك الإلكتروني من شأنه تعزيز منتجك البرمجي، من خلال ما يلي:

• المساهمة في تعزيز جودة اتصالات الأعمال التجارية.

• تطويع محتوى برنامجك ليلائم احتياجات السوق المستهدفة.

• مساعدتك في الانتشار العالمي والتواصل مع عملائك بلغتهم الأصلية.

إن اللغة العربية لغة تُكتب من اليمين إلى اليسار، مما يتطلب أسلوب تعريب مختلف للحصول على منتج برمجي عالي الجودة واتصال قوي مع الجمهور المتحدث باللغة العربية.

نمو المنطقة عبر السنين مؤشر على ازدهارها في المستقبل

خاضت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رحلة طويلة عبر السنين. وشهد العقد الأخير على وجه الخصوص الكثير من النجاحات في الكثير من القطاعات والصناعات التي تستلزم الاهتمام بالتعريب.
تشهد بعض المجالات تحسنًا كبيرًا، مثل عالم الألعاب والألعاب الإلكترونية والترفيه، حيث يُقام حاليًا الكثير من المشروعات ذات الصلة وتواصل الحكومات الإعلان عن إقامة مزيد في المستقبل. وتطور كذلك قطاعات أخرى مثل التعلّم الإلكتروني والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية لتلبية احتياجات العملاء في المنطقة. وتناولنا مناقشة الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مقالتنا: "أهم 3 أسباب تجارية للتوطين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

ما هي أهمية مراعاة اللهجات عند التعريب؟

وفقًا لـMiddlebury Language Schools، هناك أكثر من 25 لهجة تندرج ضمن فئات اللغة الثلاث (اللغة العربية الفصحى والفصحى المعاصرة والعربية العامة). وتختلف هذه اللهجات من دولة إلى أخرى. وقد يؤثر ذلك الاختلاف في محتواك وتصنيف موقعك الإلكتروني وجودة تواصلك مع الجمهور، فضلًا عن حجم مبيعاتك.
وإليك مثال يوضح مدى مساهمة استخدام اللهجات في ترب محتوى التجارة الإلكترونية في وصول عملائك إليك بوتيرة أسرع:
إن متجر "نون" هو المتجر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يستهدف الموقع الإلكتروني للمتجر جماهيره باستخدام كلمات رئيسية تختلف حسب كل دولة، على الرغم من أن هذه الدول تقع في المنطقة ذاتها وأن المتجر نفسه لم يتغير ويبيع نفس المنتجات ويستخدم نفس اللغة.


فمثلًا عند البحث عن منتج مثل الهواتف الذكية، يستخدم سكان منطقة الشرق الأوسط كلمات رئيسية مختلفة، حيث يستخدم المستهلكون في منطقة الخليج عادةً كلمة "جوال -Jawal"، بينما يستخدم المستهلكون في مصر كلمة "موبايل - Mobile".
إذا استخدمت في محتواك كلمة "هاتف - Hatif"، وهي اللفظ المقابل للمصطلح باللغة الإنجليزية، لن تصل إلى جمهورك المستهدف في كل دولة، مما سيؤدي إلى إبطاء دورة حياة العملاء أو حتى خسارة الكثير من عملائك، نظرًا لأن تجارتك الإلكترونية لن تُصنف على محرك البحث.
قد يؤدي استخدام اللهجات التي لا تتناسب مع عملائك إلى خسارتهم. وتراعي عملية التعريب الدقيقة استخدام اللهجات المعني لضمان ملاءمة رسالتك للجمهور المستهدف.

أمثلة عن عمليات التعريب التي سارت على نحوٍ خاطئ

إن استهداف الجمهور العربي في سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس بالأمر الصعب إذا أُنجِز على نحوٍ صحيح. إليك بعض الأخطاء المقترفة عند استهداف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إعلانات جوجل، حتى تتمكن من تجنبها:
1. استخدام "دعوة لاتخاذ إجراء" (CTA) بشكل غير صحيح
إن دعوة المستخدم لاتخاذ إجراء تعد جزءًا مهمًا للغاية في أي إعلان. ويجب الاستفادة من الدعوات المشابهة باللغة الأصلية، نظرًا لأنك لن تحصل على النتائج المرجوة دون استخدامها. ففي هذا المحتوى، لم تُستخدم الدعوة، مما أوصل رسالة غير مفهومة للجمهور.
من الناحية الأخرى، عندما تستخدم دعوة لاتخاذ إجراء واضحة، تُوجِه عميلك إلى اتخاذ الإجراء التالي نحو موقعك الإلكتروني أو منتجاتك، كما هو موضح في هذا الإعلان.
2. استخدام اللغة الإنجليزية عند استهداف الجمهور العربي
إن كتابة الإعلانات الموجهة للعرب باللغة الإنجليزية يجعلك تخسر العديد من العملاء المحتملين، لأن أغلبهم يستخدمون اللغة العربية في البحث عن المنتجات، ولكن عند البحث عن الأجهزة الإلكترونية، يتجهون إلى استخدام اللغة الإنجليزية للوصول إلى المنتجات بشكل أسرع.
3. عدم استخدام معلومات الإعلانات الإضافية
لاحظ الفرق في المثال الموضح أدناه - تبدو الإعلانات المضاف إليها مزيد من المعلومات أكثر احترافية ورقي، وتجذب المزيد من العملاء. لا تفوّت فرصة استخدام تأثير معلومات الإعلانات الإضافية في حملتك.

إن اللغة العربية عامل مهم للغاية عند التواصل مع الحكومات والمنظمات الأهلية والجماهير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فلا تفوّت هذه الفرصة وابدأ في التواصل معها اليوم من خلال عملية التعريب.