تعود عملية توطين البرامج إلى اللغات المختلفة بالفائدة على المنظمات التي تسعى نحو توسيع نطاق منتجاتها/خدماتها وإدخالها في سوق جديد، وعلى الأفراد الذين يرغبون في استخدام المنصات المترجمة إلى لغتهم الأم. ففي الوقت الحاضر، يتميز كل برنامج بمجموعة من الاحتياجات والتوقعات الفريدة. وهو أمر يجب فهمه جيدًا كلما اصطدمت خدمات توطين البرامج مع متطلباتك. عندما ترغب في نشر تطبيق ما على نطاق عالمي، ستحتاج إلى الاستعانة بعملية توطين البرامج، لأنها أمر أساسي في تمكينك من تزويد عملائك بالمعلومات الصحيحة والدقيقة.
تحتاج إلى تنفيذ قائمة طويلة من المهام والاستعانة بعملية توطين البرامج، لكي تجعل نظامك محليًا يلائم قاعدة جماهيرية كبيرة على مستوى العالم. فمن الضروري أن يجد الجميع برنامجك مناسبًا وعمليًا. ولذلك، عليك الترويج له وكأنك من نفس ثقافة جمهورك، وتحديد استراتيجيات التسعير المناسبة لهم. إضافة إلى ذلك، يجب عليك مراعاة احتياجات عملائك في كل منطقة، وتطبيق المزايا الجديدة والتحديثات لجمهورك في جميع أنحاء العالم.
6 مفاهيم أساسية لتوطين البرامج
تعرض النقاط التالية لمحة عامة حول مبادئ العولمة وقابلية التوطين وتوطين البرامج:
ما هي أهم الجوانب لعملية توطين البرامج؟
2. توطين الوثائق: تتضمن عملية توطين البرامج ترجمة العديد من العناصر، والتي تشمل دليل المستخدم وملفات التعليمات والوثائق عبر الإنترنت وغيرها من مستندات المحتوى التقني المرتبط بصورة معقدة بالبرنامج. لا تتمثل الأهمية في النقل اللغوي الملائم فقط، بل تكمُن أيضًا في إنشاء وثائق واضحة ودقيقة. ومن المهم للغاية ضمان فهم المستخدمين لهذه المواد بسهولة ليتمكنوا من تصفح البرنامج واستخدامه بفعالية. ففي عالم توطين البرامج، يتجاوز نطاق محور التركيز الترجمة اللغوية المجرَّدة، مؤكدًا على إنشاء وثائق تمثل دليل إرشادي سهل الاستخدام، يٌحسن من فهم المستخدم للبرنامج واستخدامه له بسلاسة.
3. توطين التسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو: لا تقتصر عملية التوطين على مجرد ترجمة البرامج، عند التعامل مع التطبيقات التي تحتوي على تسجيلات صوتية أو مقاطع فيديو مثل تطبيقات الوسائط المتعددة أو ألعاب الفيديو. ففي هذا الإطار، يتطلب توطين البرامج الشامل ترجمة الحوار المنطوق والترجمة المرئية والتعليق الصوتي والعناصر السمعية البصرية المعقدة الأخرى. ولا يقتصر هدفه على توصيل الفروق اللغوية بدقة، بل يهدف أيضًا إلى ضمان توفير تجربة سلسلة وملائمة ثقافيًا للمستخدمين المتفاعلين مع المحتوى متعدد الوسائط. يتجه النهج الذي نتبعه في عملية توطين البرامج في هذه الحالات نحو توفير تجربة سمعية مرئية آسرة ومحلية بالكامل، لتعزيز الوصول العالمي وتفاعل المستخدمين مع برنامجك.
4. توطين التاريخ والوقت والأرقام والعملات: من المهم مراعاة تباين تنسيقات التاريخ والوقت في مختلف المناطق. تتضمن عملية توطين البرامج تصميم عرض التواريخ والأوقات والتقويمات لتتماشى مع التنسيقات المألوفة لدى الجمهور المستهدف. ويختلف أيضًا التمثيل العددي والعملات بمختلف المناطق، مما يؤكد على أهمية تكييف البرنامج ليعرض قيم الأرقام والعملات وفقًا للأعراف المحلية. تضمن عملية توطين البرامج دمج هذه العناصر الدقيقة والمهمة بسلاسة، لتحسين فهم المستخدم وإنشاء واجهة تتميز بأنها طبيعية وملائمة ثقافيًا.
5. اختبار التوطين وضمان الجودة: في إطار عملية توطين البرامج، تخضع كل نسخة من نسخ المحتوى التي تم توطينها إلى اختبارات صارمة ودقيقة لضمان الأداء الوظيفي السليم لكل العناصر، وبالتالي ضمان توفير تجربة مستخدم متسقة وأصيلة. وتُعد مرحلة الاختبارات الدقيقة هذه جزءًا أساسيًا من التزامنا نحو إنتاج برنامج لا يلبي المتطلبات اللغوية فقط، ولكنه يدعم واجهة سلسلة وسهلة الاستخدام في مختلف المناطق المتنوعة. تهدف بروتوكولات الاختبارات إلى تحديد أي مشكلات محتملة وإصلاحها، لضمان تلبية كل نسخة تم توطينها لأعلى معايير الأداء وسهولة الاستخدام.
6. توطين المنطقة الزمنية: يصبح للتعامل مع المناطق الزمنية أهمية قصوى في البرامج المصممة لجدولة المواعيد أو رسائل التذكير أو المهام المحددة بوقت. فتضمن عملية توطين البرامج أن الميزات التي تعتمد على الوقت، مثل جدولة المواعيد ورسائل التذكير، تتماشى بسلاسة مع الإطار الزمني للمستخدمين، للمساهمة في توفير تجربة أصيلة وسهلة الاستخدام.
7. التوطين الوظيفي: يتطلب التوطين تكيف المحتوى أو الحذف منه أحيانًا، للتوافق بسلاسة مع تفضيلات أو احتياجات الجمهور المستهدف. وتتضمن عملية توطين البرامج مراعاة العناصر الوظيفية، ليس لتوفير البرنامج بلغة المستخدمين فقط، بل ولضمان تلبيته لمتطلباتهم وتوقعاتهم الفريدة. يهدف هذا الاهتمام الدقيق بالأداء الوظيفي إلى توفير تجربة مصممة تلبي الاحتياجات المتنوعة للجمهور العالمي بفعالية.
دراسة حالة Posiflex: تعريب برامج أجهزة نقاط البيع لشركة POSIFLEX
1. تحديات الخط: على الرغم من وجود خط عربي في الجهاز، طرأت مشكلات تتعلق بالحروف، حيث لم يتمكن من عرض كل الحروف الأبجدية العربية بأشكالها المتنوعة.
2. متغيرات صفحات الترميز: قد تستخدم التطبيقات المتنوعة صفحات ترميز مختلفة باللغة العربية. ويظهر هذا التباين -على وجه الخصوص- بين التطبيقات القديمة والتطبيقات المصممة خصيصًا لنظام التشغيل Windows. وينشأ هذا التحدي عند حاجة التطبيقات التي تستخدم صفحات ترميز مختلفة إلى التفاعل بسلاسة.
3. مواصفات طُرز أجهزة نقاط البيع: يضيف توافر مجموعة متنوعة من طُرز أجهزة نقاط البيع إلى أوجه التعقيدات التي تواجه عملية التعريب. فقد يتوفر كل طراز مزوّدًا بالعديد من برامج التشغيل، مما يؤدي إلى اختلاف السلوكيات في التعامل مع رموز اللغة العربية. ويزيد هذا الاختلاف من تعقيد مهمة ضمان توفير دعم متسق ودقيق باللغة العربية في مختلف طُرز أجهزة نقاط البيع.
4. تباين أشكال كتابة الحروف العربية: للحروف الأبجدية العربية أشكال متعددة للكتابة، على عكس اللغة الإنجليزية. وللأسف، أظهر برنامج التشغيل الإنجليزي المستخدم عدم كفاءته في إنتاج الحروف أو طباعتها بهذه الأشكال المتنوعة. ومثال على ذلك هو الشكلين المختلفين لنفس الحرف: ت ـت.
وتضمن الحل تطوير المكتبات العربية المزوّدة بواجهات برمجة التطبيقات (API)، التي مكّنت العديد من التطبيقات من تطوير برامج تشغيل أجهزة Posiflex بسلاسة، مما يقضي على الحاجة إلى إجراء التعديلات المتوسعة على برامج تشغيل الأجهزة. تشمل القدرات الوظيفية الرئيسية لهذه المكتبات ما يلي:
• التعامل مع صفحات الترميز المختلفة: تم تصميم المكتبات لإدارة صفحات الترميز المختلفة ببراعة، بما في ذلك Unicode وCP 864 وغيرها من الصفحات، لضمان التوافق مع مجموعة متوسعة من التطبيقات.
• تحسين طريقة العرض للغة العربية: تمكنت المكتبات من ترقية خواص عرض الحروف العربية، بالاعتماد على تشكيل الحروف التلقائي والتفات النص واتجاه الكتابة والمحاذاة، لتوفير تجربة مرئية معززة وسهلة الاستخدام.
• إمكانية الطباعة ثنائية اللغة: تمثلت إحدى ميزات المكتبات التكاملية في قدرتها على توفير الطباعة ثنائية اللغة، لتناسب دمج النصوص العربية والإنجليزية على الإيصالات والمطبوعات الأخرى بكل سلاسة.
• التمثيل العددي: صُممت المكتبات للتعامل بإحكام مع الأرقام العربية، لضمان الدقة والاتساق في التمثيل العددي على مختلف المنصات.
وتوسع نطاق تنفيذ هذا الحل عبر العديد من المنصات، من خلال تصميم إصدارات مختلفة للغتي البرمجة Java و.Net ونظام التشغيل Windows 32 للتأكد من قابلية التطبيق وتحقيق التوافق. لم يسهل هذا النهج من إدارة التغييرات فقط، بل عزز من عملية دمج دعم اللغة العربية التي تتسم بالاتساق والفعالية في أجهزة Posiflex.
وتمكنت Posiflex من تحقيق نقلة نوعية في هذا الاتجاه، عن طريق امتلاكها لأنظمة المعلومات لمنتجات Kiosk وPortwell، إثباتًا لمدى التزامها بتوسيع إمكاناتها وعروض منتجاتها. وفي أثناء هذه العملية التطويرية، ظلت Posiflex مخلصة لعلاقتها التجارية القوية مع سعودي سوفت، اعترافًا بفضلها ودورها الرئيسي في نجاحها المستمر.
وتتطلع Posiflex إلى مواصلة تعاونها المثمر مع سعودي سوفت وتوسيع نطاق وجودها في العالم العربي. يؤكد دمج حلول KIOSK وعمليات التطوير في منصات إنترنت الأشياء فيما بين المؤسسات التجارية على رؤية Posiflex الاستراتيجية، وبالتالي يعزز من نموها وابتكاراتها في السوق الذي يتطور بفعالية.
عندما تبدأ في توطين برنامجك، تذكّر أنك لا تتطلع إلى مجرد ترجمة الكلمات، ولكن ترغب في تكوين تجربة تجذب المستخدمين في جميع أنحاء العالم. ومع الاستفادة من هذه الدروس المستمدة من دراسة حالة Posiflex، أصبحت الآن على علم بكل التعقيدات التي تواجه عملية توطين البرامج وتستطيع ضمان أن منتجك لا يتوفر باللغة المطلوبة فقط، بل يتواصل مع مستخدميه على مستوى ثقافي أعمق.